المنكوحين فكريا!!

جماعة تنتسب “إلينا” تدفعنا في كل حين إلى الجهالة دفعا… كما قال عنترة:
وإذا بليت بظالم كن ظالما … وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل!
ففي الوقت الذي تشرئب في الأعناق إلى فلسطين وغز/ة وفي الوقت الذي يختلط فيه الحزن بالفرح والدموع بالابتسامات.
ونحن نشاهد قوافل الشهداء من جهة ومواكب الأسرى المحررين في الجهة الأخرى.
تصر هذه الجماعة من “المعطوبين” فكريا بتعبير الشاعر البحري العرفاوي ، على تحويل وجهة أنظارنا إلى نقاشات تافهة وسخيفة.
الشيء الوحيد الذي تؤكده هذه النقاشات هو أن هذه الجماعة قد “نكحت” فكريا بما تعنيه كلمة “النكاح” لديهم من مفاهيم مبتذلة و”لغة شوارع منحرفة”!
استفزهم المصطلح القرآني “النكاح” الوارد في عديد الآيات، والمعتمد في كتب الفقه وقوانين الأحوال الشخصية، فشنوا حملة من المقالات والبيانات لمجرد مناقشة رسالة ماجستير في جامعة إسلامية وردت كلمة النكاح في عنوانها!
خشيتهم شديدة أن “تنكح” كلمة النكاح “القروسطية” الواردة في عنوان البحث مدنية دولتهم، مما قد يسبب حمل “المدنية المنكوحة” خارج إطار “النكاح الشرعي”، أو بالأصح عندهم قد تلد “المدنية المنكوحة” خارج إطار مؤسسة الزواج المدني العصري، فتلد قانونا “شرعيا” متخلفا أو خليفة “داعشيا” مستبعدا وجاهلا!
لست أناقش فكرا بفكر ولا أصحح جهلا وتشويها لغويا بمعنى أصيل.
فمن أراد ذلك فعليه مثلا بما كتب الدكتور سامي براهم Brahem Sami أو الأستاذ عبد الباقي خليفة Abdulbaki Khalifa !
ولكن أحببت فقط أن “أجهل” هذه المرة مع ذوي الجهالة، فأقول وبالله التوفيق:
“يا سي ‘الموبق الأحمر’ إذا أنت جاتك الجرأة باش تستخف بالتعبير القرآني وتصفه بالقروسطية والداعشية، فانبذ إلينا على سواء، وكن رجلا وعبر عن قناعاتك بوضوح وقل إنك لا تؤمن بالقرآن ومن أنزله ومن نزل عليه، وما عندك حتى مشكلة!
فالدين الذي سلم من “مدنيتكم وأفهامكم المنكوحة” يكفل لكم حقكم في اعتقاد ما تريدون!
فكونوا شجعانا واضحين وصريحين باش وقتها نحاوركم رأيا برأي!
ولعلنا حينها نفلح في إخراجكم من وضعية “المعطوبين فكريا” و”المنكوحين ثقافيا”! وإن حصل العكس – لا قدر الله – وجرجرتونا وراكم، فصحة ليكم!!
أختم بهذه النكتة الواقعية:
عرفت تونسيا يدس الكلام البذيء في كلامه في كل أحواله، غاضبا أم مازحا، فرحا أم حزينا وكنت كثيرا ما أنبهه إلى أن ذلك لا يليق، فرد علي مرة بضحك وسخرية قائلا: “والله حتى المتدينين اتقولوا الكلام الخايب … الإمام إلي كتب لي عقد الزواج في كان يخطب علينا ويقول “تناكحوا، تناكحوا” حتى حشمت من نسيبي أب مرتي، وبنتو قاعدة جنبي، وطبست راسي وما قدرتش انشوف في وجهه ولا نتلف لها”!!
ويبدوا أن الإمام أو عدل الإشهاد كان يذكر حديث “تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكن الأمم”!
وفي نفس السياق أذكر أستاذ التربية الإسلامية سي عبد الرزاق الرياحي وقد درسنا “عقد النكاح” في برنامج السنة الثالثة ثانوي أو الرابعة بالنظام القدي، وهو يصرخ فينا بعد نطقه لكلمة “النكاح”…”لا تحملوا الكلمة ما لا تحتمل”!
الذين يحتجون اليوم على كلمة “النكاح” حملوها ما لم تحتمل، وهم ذاتهم الذين كذبوا من قبل كذبة “جهاد النكاح”! وروجوا لها!
ومسكينة يا تونس!
طه البعزاوي
1 فيفري 2025

عن alhiwar_tkmy7z

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *